مؤمن بالقدر
عدد الرسائل : 36 العمر : 41 العمل/الترفيه : محامى تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: صلاه العيد الإثنين سبتمبر 22, 2008 5:35 pm | |
| من أحكام العيد
ولاً: حكم صلاة العيد: قد اختلف في حكم صلاة العيد: فذهب بعض العلماء إلى أنها فرض عين، لأن النبي صلى الله عليه و سلم داوم على فعلها و أكدها، و كان يأمر أصحابه بالخروج إليها، و يسقط بفرضها صلاة الجمعة عمن أدركها إذا اجتمع العيد و الجمعة. و لأنه أمر أن يخرج لها النساء، حتى العواتق و ذوات الخدور، و حتى الحيض من النساء، و ذلك مما يدل على فرضيتها على الأفراد المكلفين. و ذهب آخرون إلى أنها سنة مؤكدة؛ لأن الفرض قد اختص بالصلوات الخمس، و لقوله لمن قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا إلا أن تطوع" فيدخل في التطوع صلاة العيد؛ لأنها زائدة على الخمس. و ذهب بعضهم إلى أنها فرض كفاية، و لعله الأرجح فتجب على أهل كل بلد، و لا تلزم جميع الأفراد؛ لأنها من شعائر الإسلام، و تفعل علانية، و يتبعها خطبة و تعليم و أحكام، فإذا قام بها من يكفي حصل المقصود. ثانياً: من سنن و مستحبات صلاة العيد: لصلاة العيد سنن و مستحبات كثيرة: منها: التجمل لها و لبس أحسن الثياب، فقد عرض عمر حلة عطارد على النبي صلى الله عليه و سلم ليتجمل بها للعيد و الوفود، إلا أنه ردها؛ لأنها من الحرير فقد كان له حلة يلبسها في العيد و الجمعة. و منها: شرعية الأكل تمرات وتراً قبل صلاة عيد الفطر، ليتحقق الإفطار، و لا يأكل في عيد النحر حتى يأكل من أضحيته إن ضحى. و منها: شرعية الخروج إلى الصلاة ماشياً، حتى تكتب له خطواته ذهاباً و إياباً(عن علي رضي الله عنه قال: "من السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً، و أن تأكل شيئاً قبل أن تخرج") ( أخرجه الترمذي برقم 530 ). و منها: مخالفة الطريق بأن يرجع مع غير الطريق الذي ذهب معه، و لعل ذلك لتكثير مواضع العبادة، أو لغير ذلك. و منها: صلاة العيد في الجبانة خارج البلد، فلا تُصلى في المسجد الجامع إلا لعذر كمطر و نحوه، أو للعجزة و الضعفاء. و منها: شرعية الاغتسال قبل الخروج، كما يشرع للجمعة، و كذا الطيب و التنظف لإزالة الروائح الكريهة. و منها: شرعية التكبير في موضع الصلاة و في الطريق إليه، و رفع الصوت به، امتثالاً لقوله تعالى: ((و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ما هداكم))(البقرة:185) فيسن للمسلمين إظهار التكبير و الجهر به، فهو من شعائر ذلك اليوم، و صفته: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر،لا إله إلا الله، و الله أكبر الله أكبر، و لله الحمد). و إن شاء قال: (الله أكبر كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بكرةً و أصيلا. و تعالى الله جباراً قديراً، و صلى الله على محمد النبي و سلم تسليماً كبيراً)، أو نحو ذلك من التكبير. و يكبر كل فرد وحده، و لا يجوز التكبير الجماعي الذي هو اجتماع جماعة على التكبير بصوت واحد و وقت واحد، لكن من لا يعرف صيغة التكبير لجهل أو عجمة يجوز له متابعة بعض من يكبر حتى يتعلم. و منها: شرعية تقديم الصلاة قبل الخطبة، و لو خرج أو انصرف البعض، فإن المحافظة على السنة أولى من جبس الناس لأجل استماع الخطبة، مع المخالفة لما نقل عن النبي صلى الله عليه و سلم و عن خلفائه الراشدين، ففي اتباع السنة خير كثير و الله الموفق. ثالثاً: من آداب العيد: يوم العيد هو يوم فرح للمسلمين و سرورهم، ففيه يتجملون و يلبسون أحسن الثياب، و فيه يتزاورون و يتبادلون التهاني و التبريك بهذا اليوم المبارك، و يدعون ربهم أن يعيد عليهم من بركاته، و أن يعود عليهم مرات بعد مرات، و هم في غاية النصر و التمكين و الهناء، و العيش الرغيد و الحياة السعيدة، و فيه يعودون المرضى و يتواصلون الأرحام، و يجتمع الأقارب و يتلاقون بعد طول الغيبة. و يجوز فيه إظهار شيء من الفرح و المرح و اللهو المباح، ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و عندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث و ليستا بمغنيتين، فاضطجع على الفراش و حوَّل وجهه، و دخل أبو بكر فانتهرني، و قال: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ذلك في يوم عيد. فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: "دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً و هذا عيدنا". فدل على أنه يباح لمثل عائشة سماع شيء من الشعر الذي فيه ترويح عن النفس و جلب للفرح و الانبساط إذا لم يكن فيه شيء من التمطيط و التكسير و التهييج بما يثير الغرائز و يدفع إلى اقتراف الفواحش، و لهذا قالت: "و ليستا بمغنيتين" أي ليستا ممن يعرف الغناء الذي يحرك الساكن و يبعث الكامن، كالذي فيه وصف الخدود و القدود و الخمر و نحو ذلك. و في الصحيح أيضاً عنها قالت: و كان يوم عيد يلعب السودان بالدرق و الحراب فقال صلى الله عليه و سلم: "تشتهين تنظرين" فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده، و هو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: "حسبك"، قلت: نعم، قال: "فاذهبي" قالت: فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو. رواه سالبخاري في عدة مواضع، و هو دليل على جواز اللعب بالسلاح على طريق التواثب للتدرب على الحرب و التنشيط عليه، لما فيه من تمرين الأيدي على آلات الحرب، و فيه أن للعيد خصوصية بمثل هذا التدرب و التمرن على آلات الحرب و تعلم كيفية حملها. رابعاً: صفة صلاة العيد: لا خلاف أنها صلاة معتادة، يشترط لها الطهارة و سائر شروط الصلاة، إلا أنها لا يؤذن لها و لا يقام، بل يكتفى بمعرفة وقتها، و هو بعد خروج وقت النهي، أي بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، و يخرج بزوال الشمس، فإن لم يعلموا بالعيد إلا بعد وقتها صلوها من الغد قضاء. و لا خلاف أن صلاة العيد ركعتان، إلا أنه يفتتح الأولى بسبع تكبيرات، و الثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، و يرفع يديه مع كل تكبيرة، و يقول بين كل تكبيرتين من الزوائد: (الله أكبر كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بكرة و أصيلاً، و صلى الله على محمد النبي الأمي و على آله و أصحابه و سلم تسليماً كثيراً). و إن أحب قال: (سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر). و يقرأ بعد التكبيرات بالفاتحة وسورة، و المستحب أن يقرأ بسبح و الغاشية، أو يقرأ بقاف و اقتربت الساعة، و يجهر بالقراءة. و إذا سلم خطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة، يحثهم في الفطر على صدقة الفطر و على العمل في ذلك، و يبين لهم في الأضحى أحكام الأضحية و سنتها. و في الصحيح عن البراء أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب فقال: "إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل فقد أصاب سنتنا" و في حديث أنس: "من ذبح قبل الصلاة فليعد". و في حديث البراء: "من صلى صلاتنا و نسك نسكنا فقد أصاب النسك، و من نسك قبل الصلاة فلا نسك له". و النسك هو: ذبح الأضحية. و في حديث أبي سعيد عند البخاري: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج يوم الفطر و الأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، و الناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم و يوصيهم و يأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه، أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف". ولم يكن يصلي قبل صلاة العيد في موضعها لا قبلها و لا بعدها، لكن إن صليت في المسجد الجامع جاز أن يصلي قبلها ركعتين كتحية للمسجد، لكن السنة الصلاة خارج البلد. و لم يتخذ النبي صلى الله عليه و سلم منبراً في مصلى العيد، و إنما كان يخرج بالحربة فتركز قدامه كسترة. و يشرع لمن فاتته أن يقضيها، فقد ذكر البخاري عن أنس أنه أمر مولاه فجمع أهله و بنيه و صلى بهم كصلاة أهل المصر و تكبيرهم، و قال عطاء: إذا فاته العيد صلى ركعتين.
------------------منقول | |
|